مكرورهبدوزيس ( MACRORHABDOSIS) من الألف إلى الياء

مكرورهبدوزيس ( MACRORHABDOSIS) من الألف إلى الياء
1-تعريف و نبذة تاريخية عن المرض :
المرض هو مكرورهبدوزيس (MACRORHABDOSIS ) أو ما كان يسمى سابقا ميجاباكتيريوزيس ( megabacteriosis) ، و فيرغراميكوزيس (virgamycosis ) و الخميرة المعدية للطيور ( avian gastric yeast) .
و هو عبارة عن مرض فطري يتم بواسطة خميرة خيطية إسمها ( Macrorhabdus ornithogaster ) و التي وجد أنها تنمو في التقاطع (isthmus ) بين الغدية ( proventriculus) و بطين ( ventriculus) الطيور الصورة 01 .

صورة
في أوائل الثمانينات من القرن العشرين تم التعرف على المرض أول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عند طيور البادجي حيث كان الإعتقاد السائد أن مسبب المرض هو عبارة عن خميرة و ذلك بسبب خصائصها التلطيخية تحت المجهر (staining characteristics ) .
لكن باحثين هولنديين سنة 1984 وصفوا مسبب المرض عند الكناري بشكل خاطئ على أنه بكتيريا و قاموا باعطائها إسم ميجابكتيريا (Megabacterium ) و هذا الأخير بقي يستعمل بشكل غير صحيح حتى الوقت الحاضر .
بعد ذلك دراسات لاحقة إدعت أنها قادرة على عزل مسبب المرض في بطن طيور البادجي و ذلك لتحديد البكتيريا المسببة للمرض بإستخدام الطرق التقليدية في عزل البكتيريا لكن هذة الدراسات لم تكن بالدقة اللازمة و تبين بعد ذلك أن ما تم عزله هو عبارة عن بكتيريا عادية و ليست (M. ornithogaster ) .
و بهذا لم تظهر الطبيعة الحقيقة ل ( M. ornithogaster) بشكل قطعي إلا في سنة 2003 ، بحيث أجريت أبحاث في أستراليا أظهرت أن (Macrorhabdus ornithogaster ) غير حساسة للمضادات الحيوية لكنها حساسة لمادة الأمفوتريسين (amphotericin ) و هذا ما يشير إلى أنها عبارة عن فطريات .
بحيث تم إظهار بقع لونية بواسطة ملونات (Blankophor® ) و (Calcofluor® ) لمركب الكيتين (chetin ) و هو بروتين يتم صنعه فقط بواسطة الكائنات حقيقيات النواة ( eucaryotes) و السيليلوز ما أثبت أنها ليست بكتيريا بشكل قطعي و بهذا أصبح إسم الميجابكتيريوزيس غير ملائم للمرض الصورة 02.
صورة
الباحثون و المحققون (Tomaszewski et collaborateurs ) تمكنوا أيضا من تنقية هته الخميرة و مراقبة أجزاء من حمضها النووي (DNA ) الذي يشفر ( Ribosomal RNA) ثم قاموا بمقارنة هذا الجزء مع خميرة أخرى معروفة فتبين أن (M.  ornithogaster ) ليست فقط نوعا جديدا (species ) من الخميرة ، بل في الحقيقة هي الخميرة الوحيدة التي تمثل جنس ( new genus) جديد من الخمائر (M. ornithogaster ) الصورة 03 توضح التصنيف الرسمي للخميرة .
صورة
-مسبب المرض :
هو مكرورهبدوس أورنيثوغاستر (Macrorhabdus  ornithogaster ) و هو خميرة زقية ( خميرة كيسية ) مشوهة ( anamorphic ascomycetes yeast ) على شكل قضيب طويل بحيث يبلغ طولها من 20 إلى 80 نانوماتر و عرض 2 الى 3 نانوماتر ، و هي تكون إما بشكل مستقيم الصورة 04.
صورة
و مرات أخرى تكون منحية أو تظهر بشكل ( Y) لكن في حالات نادرة الصور 05 .
صورة
من أهم خصائص هذة الخميرة نجد :
-تظهر تحت المجهر الإلكتروني باللون الأزرق البنفسجي بالإضافة إلى أن حجمها أكبر من البكتيريا.
-جدار الخميرة الخارجي يحتوي على طبقة سميكة و شفافة و هي تمثل ( β-glucanes) و (chitine ) الصورة 06.
صورة
-الخميرة تنمو في الوسط الحامضي في درجة PH ما بين 3 الى 4 درجات .
-درجة الحرارة المثالية لنمو هذة الخميرة هي 42 درجة مئوية و هو المتسق مع درجة الحرارة العالية عند الطيور المضيفة للخميرة ، لكن يمكنها أيضا النمو في درجة حرارة 37 درجة مئوية .
-الخميرة لا تنمو في وسط به الأوكسيجين (microaerophilic yeast ) و هذا يجعلها غير مقاومة في الوسط الخارجي لكنها تستطيع العيش مدة 24 ساعة .
– الوسط المثالي الذي تنمو الخميرة فيه يحتوي هذة المكونات ( 5% O2, 10% /CO2 85% N) .
-الخميرة تغزو سطح الغدية و البطين خاصة التقاطع بينهما ( isthmus).
-هذة الخميرة من بين أهم خصائصها أنها تقوم برفع PH الغدية .
-الخميرة غير حساسة للمضادات الحيوية مثلما أسلفت الذكر .
3-الطيور الحساسة للمرض :
قائمة الطيور المضيفة لمكرورهبدوس أورنيثوغاستر تشمل مجموعة كبيرة من الطيور من عائلة الببغاوات ( psittacine birds) ، العصافير الصغيرة (passerine  birds ) ، الدواجن ( poultry) و عدة أنواع أخرى من الطيور .
-بالنسبة للطيور من عائلة الببغاوات الأكثر حساسية للمرض هي طيور البادجي ، طيور الحب ، و بدرجة أقل طيور الكوكتيل .
يمكن أن تصيب بعض أنواع من الببغوات الصغيرة ( parrotlets) .
كما تم العثور عليها في الطيور البرية الأسترالية مثل طائر الجالا (galahs ) و طائر الكوكتيل الأبيض ( corellas) ، الطيور الحساسة لهذا المرض في هته العائلة لم يتم تحديدها كلها .
-عائلة العصافير الصغيرة ( Passerine) :
بالنسبة لعائلة العصافير الصغيرة و الجواثم نجد الكناري و هو الأكثر حساسية للمرض ، طيور الزيبرا فينش ، غولديان فينش ، كما أنها توجد عند الحسون الظالم الأوروبي ، حسون الشوك ، الحسون الأنيق ، و طائر الخضري ( الحسون الأخضر الأوروبي ) .
كما توجد عدة طيور برية خاصة لا تنتمي لهذة العائلات من الطيور ظهر أنا حساسة للمرض مثل الحمام الجبلي .
4-أماكن إنتشار المرض :
المرض يعرف إنتشار واسعا في معظم مناطق العالم كما أنه يصيب الطيور البرية و طيور الأقفاص على حد سواء في عدة دول أوروبية و منها هولندا ، بريطانيا ، بلجيكا ، سويسرا ، المانيا ، ايطاليا ، فرنسا ، ايطاليا و حتى اسبانيا .
كما تم إبلاغ عن حالات للمرض في الشرق الأوسط ، إيران ، تركيا ، بالاضافة إلى حالات في جنوب إفريقيا .
كما تم الإبلاغ عن حالات أخرى في كل من الولايات المتحدة ، البرازيل و أستراليا .
خريطة توضح أماكن ظهر بها المرض و تم الإبلاغ عن الحالات الصورة 07.
صورة
5-طرق العدوى و العوامل المساعدة للظهور المرض :
أولا طرق إنتقال العدوى :
-بالنسبة للعدوى الأفقية بحيث الطيور المصابة بالمرض تنقل العدوى عن طريق البراز الذي يحتوي تلك الخميرة ( M ornithogaster) .
– الآباء تنقل العدوى للصغار عندما تقوم بإطعامها الصورة 08.
صورة
-إنتقال العدوى من طيور حاملة للخميرة لكن لا تظهر عليها الأعراض (Asymptomatic carriers ) ، بحيث أغلب حالات المرض تتم بواسطة الطيور الحاملة للمرض لكن تبدو سليمة لأنها تطرح الخميرة في البراز بشكل دوري .
-أما بالنسبة للعدوى العمودية (عدوى للجنين داخل البيضة ) لم يثبت لحد الآن وجودها ، لكن توجد كما قلت أعلاه عدوة الآباء للفراخ اثناء إطعامها تسمى عدوى شبه عمودية .
ثانيا العوامل المساعدة على الإصابة بالمكرورهبدوس أورنيثوغاستر نجد مايلي :
-حالة الفزع و الهلع و هي من أهم العوامل المؤدية لظهور المرض بحيث يوجد عدة أسباب لحالة الفزع منها ( التغيير المفاجئ للنظام الغذائي و السفر الطويل ، الإرهاق في فترة الإنتاج ، بالإضافة إلى سوء ظروف التربية الغير الملائمة مثل نقص النظافة و العدد الكبير للطيور بنفس السلاكة أو الغرفة …إلخ )
-وجود مرض آخر بالطير يساعد على ظهور المرض أيضا و ذلك بتأثيره على مناعة الطائر .
-عمر الطائر حسب ما تم إثباته مؤخرا سنة 2011 أن الطيور الأقل من سنة في العمر هي الأكثر عرضة و حساسية للمرض ، لكن حسب الدراسة هي متعلقة بشكل أكبر بمناعة الطائر حيث أنها تكون أقل عند هته الطيور مقارنة بالطيور البالغة .
-حصول خلل في البكتيريا النافعة الخاصة بالجهاز الهضمي للطيور عند الإستعمال العشوائي و الغير الصحيح للمضادات الحيوية .
-عوامل وراثية حيث أنه توجد سلالات من نفس النوع من الطيور أكثر حساسية للمرض من سلالات أخرى.
-نوع المكرورهبدوس أورنيثوغاستر (pathovars ) الذي يصيب الطائر بالرغم أنها تبقى مجرد نظرية فقط لحد الآن .
-6 الأعراض :
-المرض يمكن أن يظهر على عدة أشكال حيث يعتبر الشكل المزمن هو الأكثر ظهورا في الطيور المصابة،أما الشكل الحاد فهو قليل الحدوث .
بالإضافة إلى الشكلين السابقين هناك شكل بدون أعراض و أيضا الشكل الغير النمطي هذا الأخير نادر الحدوث .
-حدة المرض و نوع الأعراض التي تظهر متعلقة بما تم ذكره سابقا .
-كما قلت أن المرض يصيب معظم أنواع الطيور لذا سوف أتكلم عن الأعراض الموجودة عند طيور الزينة الموجودة بكثرة عند المربين :
أ-عائلة الببغاوات :
أغلب الطيور في هته العائلة تصاب بالشكل المزمن من المرض .
-فمثلا عند البادجي (BUDGERIGARS ) :
في حالة الشكل الحاد من المرض يظهر بصحة جيدة لكن بصورة مفاجئة يتوقف عن الأكل مع ظهور حالة التقيئ و القلس ( يمكن يكون يظهر به بعض الدم) الطائر يموت بعد يوم أو يومين فقط .
أما في الشكل المزمن عند البادجي فنجد عدة أعراض منها
-الطائر يظهر جائعا و أغلب الوقت عند المعالف أو مكان وجود الأكل .
– الطائر يقوم بكسر الحبوب لكن بدون هضمها و إبتلاعها .
-القلس في هذا الشكل يكون بكثرة مع التقيئ أيضا مثلما يظهر اللون الأحمر و الذي هو لون مضاد حيوي قدمه المربي للطائر المريض الصورة 09.
صورة
-إسهال مع أو بدون لون أسود قطراني للبراز ( melena) نتيجة وجود نزيف بالجهاز الهضمي العلوي الصورة 10.
صورة
-وجود حبوب غير مهضومة في البراز نتيجة تقرح للغدية .
-الطائر يظهر خامل ، إنزوائي و منفوش الريش مع إغماضه للعين مثل طائر البادجي ذو اللون الأزرق في الصورة 11.
صورة
– هزال و ضعف عام مصحوب بفقدان الوزن التدريجي ما يسمى ب ( going light syndrome ) .
-من بين الأعراض الممكنة الحدوث أيضا هي نقص في الشهية أو عسر في البلع، مع إلتواء للرقبة .
-أما بالنسبة الببغاوات الصغيرة ( PARROTLETS ) :
فالمرض يمتاز ببداية حادة ، مع وجود حالة القلس و براز بلون أسود قطراني ( melena) في بعض الحالات .
– عند طيور الحب ( LOVEBIRDS ) :
-من الأعراض الموجودة القلس و فقدان الوزن ، من النقاط الواجب ذكرها أنه تم العثور عليه عند هته الطيور فيروس مرض (Psittacine beak and feather disease ) و هو يلعب دور هام في ظهور المرض عند هته الطيور .
ب- عائلة العصافير (Passerine ) :
-بالنسبة للكناري و الحسون الأعراض في الشكل المزمن للمرض الأعراض هي مقاربة للأعراض الموجودة عند البادجي ، أما بالنسبة للشكل الحاد يتميز بالموت المفاجئ للطائر .
هناك شكل غير نمطي و غير شائع للمرض عند الكناري ( Atypical form) ، يمتاز بتشنجات عصبية ، القلق ،عدم تناسق و إتزان الطائر ، بالإضافة إلى العمى بحيث يتصدم الطائر بجدران القفص .

لمعرفة طرق التشخيص والعلاجات يرجى قراءة الموضوع من مصدره

مكرورهبدوزيس ( MACRORHABDOSIS) من الألف إلى الياء. ضبط جودة
http://www.canaryfans.com/forum/viewtopic.php?t=153870

تعليقات

تعليقات