مفاجئة من جامعة سانت أندروز
اكتشاف كيفية اختيار أنثى الطير لجنس صغيرها
وجد علماء الأحياء ما يؤكد النظرية القائلة أن أنثى الطير قادرة على اختيار جنس صغارها.
معرفة ما إذا كان الطير سيضع على الأرجح بيضة طير ذكر او أنثى يعتمد على الجنس الذي تتسن له فرصة البقاء اكثر من الجنس الآخر.
توصل الباحثون المتمركزون في جامعة سانت أندروز,في أسكتلندا, الى اكتشافهم هذا من خلال ضبط كمية طعام عصفور الدوري المخطط. فتبين لهم أن أنثى الطير التي تحصل على غذاء جيد وكاف ستضع على الأرجح طيرا أنثى, في حين أن الطيور التي تحصل على تغذية أقل, تضع على الأرجح ذكورا. وهذا يتطابق تماما مع ضرورة أن تحصل الإناث على تغذية أفضل من الذكور اذا ما أريد لها أن تعيش وتنمو جيدا.
قاد البحث الدكتورة أليسون روتشتاين والدكتور جيف غرايفز والبروفيسور بيتر سلاتر من طلية البيولوجيا في الجامعة. وبرهن البحث بوضوح أن الأم المستقبلية قادرة على اختيار جنس أطفالها بشكل يسمح لها بإنتاج الصغار الذين لهم فرصة اكبر في البقاء.
يقول الباحثون: لدى معظم الحيوانات تعادل نسبة الجنسين الخمسين بالمئة تقريبا وهذه النسبة تقاوم التغيرات بصورة كبيرة. ولدى الثدييات, بما فيها الجنس البشري, يتم تحديد الجنس الطفل وفقا لكون صبغية الجنس البشري في المني ذكرا أم أنثى. ولكن لدى الطيور, فإن بيضة الأنثى هي التي تحدد جنس الطير الصغير وليس مني الذكر. بالتالي تستطيع الأنثى أن تختار جنس صغيرها من خلال إباضة بيض ذكر أو أنثى.
قدرة التعلم
بطريقة ما, يبدو أن أنثى طير الدوري المخطط قادرة على التحكم بقرار إباضة بيضة ذكر أم أنثى وفقا للجنس الذي سيكتب له النجاح على الأرجح. وتشير أبحاثنا أنها تقوم بذلك ونحن نفهم السبب ولكن السؤال الكبير المطروح هو كيف تفعل الطيور هذا؟
لدى الكثير من الحيوانات تحتاج الأنثى الى الحصول على تغذية جيدة وأن تكون في حالة جيدة اذا ما أرادت الاستيلاد لأن إنتاج البيضة مكلف للغاية. وكلما كبر الحجم البيضة كلما كبر حجم الطائر وازدادت فرصة في النجاة.
وكانت الفكرة القائلة إن الأنثى التي هي في حالة جيدة ينبغي أن تلد عددا اكبر من الذكور قد أطلقت منذ 30 سنة بالاستناد إلى دراسة لنظام الولادة لدى الثدييات تعتبر أن الذكر غالبا ما يحتاج الى أن يكون الأكبر والأقوى لمواجهة المعارضة وتأمين النسل بنجاح. وترد معلومات وافية في عدة مستندات حول عملية التكييف نسبة الجنسين هذه لدى بعض الحشرات كالنحل والدبابير, ولكنها ليست مفهومة بما فيه الكفاية بالنسبة الى الطيور والثدييات.
والطيور نموذج مثالي يمكن الاستعانة به في دراسة تكييف نسبة الجنسين لأن العلماء قادرون, باللجوء الى التقنيات الجزيئية, على تحديد جنس كل بيضة ما أن يتمّ وضعها. كما أن جميع الموارد التي تمنح للجنين الذي ينمو تكون موجودة في البيضة لدى وضعها. بالتالي فإن حجم البيضة ومحتواها يسمحان بقياس كمية الموارد التي خصصتها أنثى الطير لتلك البيضة والتي تؤثر على فرصها في البقاء.
يشرح الفريق قائلا َ لقد تلاعبنا بنوعية حمية طير الدوري المخطط لنتمكّن من دراسة أثر حالة الجسد على الأنثى ووجدنا أن هذه الأخيرة قادرة على التحكم الى حد كبير بإنتاج البيض من الذكور والإناث. فعندما جرت تغذية أنثى الطير وفقا لحمية متدنية النوعية, وضعت بيضا َأخفّ وزناَ بكثير من البض التي وضعته عندما اتبعت حمية عالية النوعية كما أنها وضعت عدداَ أكبر من الذكور لدى إتباع الحمية المتدنية النوعية.
وهذا الوضع يتعارض تماما مع الوضع الذي تم وصفه منذ 30 عاما بالنسبة الى الثدييات ولكنه منطقي بالنسبة الى طير الدوري المخطط. فقد أظهر بحث سابق أن أنثى هذا الطير, إذا ما واجهت ظروف تغذية سيّئة, تنمو ببطء أكثر وتتدنى فرصتها في البقاء مقارنة مع الذكر. بالتالي فهي تنتج عدداَ أكبر من الجنس الذي يتمتع بفرصة أكبر للبقاء في ظل تلك الظروف.إن هذه الدراسة هي حجة إضافية يمكن ضمّها الى عدد متزايد من البراهين التي توحي بأن أنثى الطير قادرة على تحديد عدد أبنائها وبناتها وفقا للظروف البيئية التي تعيش فيها.