السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تحية طيبه, وبعد :

كما تعلمون فإن تربية طائر الكناري مليئة بالأحداث من جهة و التناقضات من جهة أخرى،

و هذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني الى تربية هذا الطائر مما جعلها هوايتي الفضلى.

فبالنسبة لي و للكثير منكم، قد ارتسمت على وجوهنا ابتسامة عريضة في أوقات كثيرة و كان سببها هذا الطائر اللطيف.

كوني اتبع نظام الانارة الصناعية فقد بدأت بالإنتاج منذ شهر تقريبا و كان ناتج البطن الاولى فرخ واحد فقط من اصل اربعة بيوض ( البيوض الاخرى لم تكن مخصبة )،

و الحمد لله فقد نما هذا الفرخ و عندما اصبح عمره 25 يوما قمت بعزله عن الابوين و وضعته مع اربع فراخ من نتاج الموسم الماضي و ذلك لكي يراهم و يتعلم منهم.

أخوتي الاعزاء..

كلنا يعلم الصوت الذي يصدره الفرخ عندما يقوم أحد الأبوين بإطعامه،

ففي اليوم الثالث بعد فطام الفرخ و عزله سمعت هذا الصوت فظننت نفسي أتوهم.

و ما هي إلا دقائق قليلة و سمعت ذلك الصوت مرة اخرى فتوجهت الى غرفة الطيور و جلست كي أراقب.

و هنا تأتي المفاجئة،

فرخ أصفر بعمر 6 أشهر يقوم بإطعام هذا الوافد الجديد البالغ من العمر 28 يوما مع العلم أنه لا توجد بينهما أي صلة قرابة.

فقلت في نفسي، سيقوم بإطعامه يوما أو يومين ثم يتوقف،

و هنا تأتي المفاجئة الثانية، فقد قام بإطعامه لمدة 8 أيام و ما زال مستمرا.

فقلت: لعل هذا الفرخ الصغير لحوح جدا و يكثر المطالبة بالطعام فقررت أن أكثر من مراقبتي لهم،

فوجدت الفرخ الأصفر الكبير يأكل من البيض مرة و من البذور مرة أخرى و يتحرى مكان الفرخ الصغير و يذهب إليه و يطعمه.

و في إحدى المرات، كان الفرخ الصغير نائما،

فقام الفرخ الكبير بنقره نقرا خفيفا على جناحه كي يوقظه و يطعمه،وهنا و بعد رؤيتي لهذا المشهد،

إبتسمت و قلت: سبحان الله....فتمعن عزيزي القارئ،

حتى الطيور من الممكن أن تشعر بضعف و حاجة الغير و تقدم المساعدة دون أن تنتظر أي مقابل.

عذرا للإطالة، و لكني أحببت أن أشارككم هذا الحدث و أسرده سردا قصصيا كي أُضفي عليه شيئا من المتعة.