لو أمكنك اليوم أن تري أول طيور الدنيا لآخذتك الدهشه حقا0 وذلك أن أول طير في العالم كان كائنا طويلا نحيفا له منقار مملؤ بلآسنان وكان عموده الفقري يمتد للخلف كأنه عظاء(سحليه) ولكن 0لم يكن له جناحان كما لم يكن له ريش حقيقي وكان بعض الريش ينمو علي جانبي الذيل الطويل الكثير الفقرات؛بدلا من أن يخرج متجمعا من مؤخر الجسم كما في طيور اليوم0 ويعتقد العلماء أن هذا الكائن قد ظهر في العصر (الجوارسي)وكان ذلك منذ حوالي (مائة وثلاثين مليون سنه)عندما كان عدد كبير من (الديناصور)والزواحف)الضخمه الطائره لاتزال حيه 00 ويطلق العلماء علي هذا الطائر الاول (الطائر البدائي) ولقد اختفي أقدم الطيور _هذا قبل أن يوجد أي انسان علي الارض بوقت طويل _ والدليل علي ان هذا الطائر كان موجودا ؛هو ما عثر عليه (أندريس فاجنر)سنة 1861 في المانيا اذ عثر علي عظام حفريه وريش مدفون في صخر من (الارادوز)ولم تسبق له رؤية شيئ من هذا القبيل ؛ولكن العلماء يستطيعون بدراسة أنواع الصخور التي يعثر فيها علي تلك الكائنات تحديد العصر الذي عاشت فيه فانهمك العلماء في دراسة ما اكتشفه (فاجنر) واهتدو الي فكرة طيبه عن الوقت الذي كان يعيش فيه ذلك الكائن وعن شكله المرجح 0 ويحتفظ المتحف (البريطاني)ببقايا تلك العظام وذلك الريش بالحاله التي كان عليه عندما عثر عليه مدفون في (الارادوز)وفي الوقت الذي كان يعيش فيه الطائر البدائي كانت الزواحف أكثر الحيوانات انتشارا في الدنيا0 وكان كثير من تلك الوحوش ذات القوائم الاربع والحراشف يشبه التماسيح الامريكيه والسحالي في عصرنا الحالي 0 ولقد تميز ذلك العصر بكثرة تلك الكائنات فسمي عصر الزواحف وقبل ذلك ببضعة ملايين من السنين أخذت تظهر علي بعض تلك الكائنات حراشف كانت تشبه الريش لحد ما 0 وبعد زمن طويل صارت الحراشف التي علي الارجل الاماميه أكثر رقه وأشبه بالريش 0 وكانت هي الخطوه الاولي نحو نمو الاجنحه العاديه 0 ثم مضت الاف كثيره من السنين وحدثت تغييرات أخري ببطء زائد في تلك المجموعه المعينه من الزواحف التي كانت في طريق التحول الي (طيور)وأخيرا تحولت أرجلها الاماميه الي اجنحه اكبر واجود وصارت عظامها جميعا أدق وأكثر امتلاء بالاكياس الهوائيه 0 وكذلك صارت اقل وزنا ومن ثم خف الحمل عليها عندما تطير في الهواء 0 وفي ذلك الوقت كان عدد كبير من تلك الكائنات يطير كثيرا وصارت عظام اكتافها اقوي وتتغير شكلها لكي يزيد تحكمها في الاجنحه 0 وكانت هذه الكائنات تحتاج الي عضلات اكبر لتطير ولكي تواصل الاجنحه الضرب في الهواء ولهذا السبب نمت عظام الصدر وصارت اعمق واكث شبها بالزورق _ليزداد التحام العضلات الحديده قوه 0 واستطالت أرجلها الخلفيه ايضا وترتب علي ذلك ان اجسامها ازدادت ارتفاعا في الهواء فسهلت عليها اول مراحل الطيران واخذت الاذيال الطويله ذات الفقرات الكثيره تقصر تدريجيا واخيرا لم يعد هناك سوي بضع عظام صغيه وصارت قاعده جيده لريش الذيل في طيور اليوم والي جانب تلك التغيرات الكبيره وكانت هناك تغيرات بسيطه طيقه ايضا 0 فالزواحف مثلا _ وهي اسلاف الطيور عادة _ كانت ذات عيون صغيره وضعيفه وبالغم من ان جماجمها كانت تتركب من عدد كبير من العظام المتماسكه باحكام 0 فانها لم تتح مجالا متسعا للامخاخ وكان ذلك اعدادا ناقصالكائن يزداد خبره في الحومان بحثا عن الغذاء ؛ وبذا صار الكائن الذي سيبرع في الطيران ضعيف الامكانيات عندما يبحث عن غذائه 0 وبتدرج بطيء نمت لطيور المستقبل هذه 0 جماجم قويه وعيون اكب واشد حده وكلما بعد الشبه بينها وبين الزواحف والحيوانات ذوات الابع 0 أخذت تأكل الحشرات والاغذيه الاخري الصغيه الطريه وبذا لم تعد لها حاجه الي اسنان فتوقف نموها كلية00 وبعد ذلك بسنوات تفوق الحصر _ أخذت معظم الزواحف في الاختفاء ولكن00 الزواحف التي تحولت الي طيو استمر نموها وزادت قوتها وصار بعضها كبيرا في حين صار بعضها الاخر صغيرا واتخذ ريشها الوانا مختلفه واعتاد بعضها المعيشه قرب الماء وبعضها الاخر علي اليابس وفوق الاشجار وفي السنين مليون سنه الاخيره سادت الطيور والثديات بقية ما علي الاض من كائنات وهذا هو السبب في اننا نعيش في عصر الطيور والثدييات واعتقد ان أصعب شيء في قصة نشأة الطيور هذه هو الوقت المفرط في الطول الذي استغرقته عملية التطور وان ما نعرفه عن حياتنا ليبو اشبه بنقطه واحده في اخر كتاب كبير الحجم ولا ريب ان احدا لا يستطيع ان يعيش طويلا 0 بحيث يمكنه ان يلاحظ أقل تغير حدث ولكن00 التغيرات حدثت علي كل حال وفي الوقت الواقع ان التغيرات ما زالت مستمره ليس في الطيور فقط ولكن في جميع المخلوقات الحيه الموجوده علي وجه الارض ومنذ أقدم العصور 000 شكرااااااااااااا