إن القلش مرحلة صعبة جدا على معشر الطيور لأنها تكون منهكة جدا لها و خصوصا بعدما أمضت حوالي 3 أشهر و هي تكد و تكدخ للتزاوج و تبيض و تطعم الفراخ و غير ذلك من الأعمال التي كانت تقوم بها

وهذه المرحلة تعتبر مثل عملية فرمتة جهاز الكمبيوتر لنعيده إلى حالته الأصلية و كأنه جديد فهي لها نفس الدور على الطائر او على ريشه و هي تعتبر مرحلة أساسية في إعادة دورة حياة الكناري


و لفهم هذه العملية بشكل جيد هذا الموضوع يتحدث عنها بشكل مفصل و علمي

طرح الريش؟ ♦◄ رؤى و مفاهيم ►♦



وهذا رابط السلسلة الكاملة التي تشرح هذه المرحلة

♦◄ السلسلة الكاملة لمواضيعي الخاصة بمرحلة طرح الريش ►♦

وهي مرحلة لها من الأهمية مثل المراحل التي سبقتها او التي تليها

فبعد الاجهاد الذي يطال الطيور أثناء مرحلة التزاوج و كذلك طرح الريش فلابد لها من مدة معينة تستريح فيها الطيور لاكتساب العافية و الصحة و الراحة استعدادا لمعاودة الكرة مرة أخرى

فهي تعتبر المرحلة الفاصلة في حياتها و تعتبر حجر الأساس في حياة الطائر ككل وكذلك تعتبر اساس النجاح الذي يحققه اي مربي لهذه الطيور في الاسر


و لفهم هذه المرحلة أرجو مطالعة هذه المواضيع

مرحلة الراحة ♦◄لنعطي طيورنا حقها ►♦

مرحلة الــراحــة ♥ و النظام الغذائي المناسب ♥

المكملات الغذائية المقدمة للطيور اثناء فترة ♥ الراحـــة ♥ - ضبط جودة

فبعد الحديث عن هاتين المرحلتين الأساسيتين في حياة الطائر "القلش و الراحة"

فلا يمكن لأي مربي أن يتحدث عن تجهيز طيور اي كانت لموسم جديد من الإنتاج

سواء كانت طيوره التي دخل بها موسم الإنتاج الماضي أو طيورا جديدة اشتراها من عند غيره من المنتجين

فلا يحق له أن يتحدث عن التجهيز آو التزاوج أو الإنتاج أو الفراخ أو أي شيء من هذا القبيل

إلا إذا تأكد وضمن أن طيوره الخاصة أو التي اشتراها قد مرت

تعتمد عملية التجهيز على توفير عدة مسببات و ظروف هي

1- التوقيت الزمني المناسب

2- عدد ساعات الانارة الملائم

3- درجة الحرارة ملائمة

4- النظام الغذائي يتناسب مع متطلبات المرحلة

5- السن المناسب بالنسبة للفراخ

6- الحالة الصحية المناسبة

7- حالة الطائر (لا يكون في حالة قلش مؤقت او موسمي)

8- توفر مقومات الراحة النفسية للطائر مثل الهدوء و عدم التطفل و غير ذلك

في حالة النظام الطبيعي سندع الطبيعة نقوم بكل شيئ نيابة عنا

ولكن في حالة النظام الاصطناعي فنحن من يقوم بهذا العمل

فيجب أن نأخذ في اعتبارنا أن لعدد ساعات الإنارة اليومية التأثير الأساسي على حياة الطائر

فهي تعتبر المؤشر الأساسي و الأول التي يستدل بها الطائر على تغير الفصول و المراحل

ففيما يخص مرحلة التجهيز و التي تسبق بمدة قصيرة فترة التزاوج و التي تقع عادة في نهاية فصل الشتاء

ففي نهاية الشتاء يكون عدد ساعات الإنارة بالمتوسط 11 ساعة في اليوم (يمكن أن تزيد أو تنقص على حسب البلدان و المناخات)

فنبدأ برفع عدد ساعات الإنارة بشكل بطيء و تدريجي بمقدار 15 دقيقة في الأسبوع أو ما يعادل دقيقتين 2 في اليوم الواحد

و يجب التأكيد أن يكون الرفع تدريجيا لكي لا نتسبب في أي انتكاس عند الطائر

و بالتالي احتمال دخوله في غيار ريش جزئي او مؤقت و بالتالي فشل العملية ككل أو تأخرها على أقل تقدير

و باتباع هذا النسق نحصل على 12 ساعة إنارة كاملة في نهاية هذه المرحلة و التي تدوم بالمتوسط شهرا كاملا

يجب ان نعلم أن للحرارة دور في هذا الأمر أيضا

فهي تعتبر من المؤشرات التي يستدل بها الطائر على تغير الفصول و المراحل أيضا بالإضافة إلى الإنارة

ففيما يخص مرحلة التجهيز و التي تسبق بمدة قصيرة فترة التزاوج و التي تقع عادة في نهاية فصل الشتاء

ففي الطبيعة تبدأ درجات الحرارة المنخفضة و التي يتسم بها فصل الشتاء بالارتفاع تدريجيا إيذانا باقتراب فصل الربيع و الذي يتصف بالدفء النسبي و بالاعتدال

فإذا كنا نتبع النظام الطبيعي فالطبيعية ستقوم بكل العمل عنا وذلك ببدء ارتفاع درجات الحرارة و حصول بعض الاعتدال في المناخ

أما إن كنا نعتمد النظام الاصطناعي فهنا الأمر يكون على عاتق المربي

بحيث يجب أن يضمن ارتفاع درجات الحرارة تدريجا إلى حين وصولها إلى درجة حرارة مناسبة و التي تتراوح بين 18° و 22 °

البلوغ الجنسي للفراخ أمر أساسي في هذه النقطة

وهو يعتمد على قسمين

أولا : اكتمال نمو الجهاز التناسلي

ثانيا :اكتمال نمو الغدد المسؤولة عن الإفرازات الهرمونية الجنسية و بدئها في العمل و الإفراز

ولكن المسؤول عن إظهار علامات الجهوزية و بالتالي البلوغ هو الإفرازات الهرمونية

فعند بدء الغدد بإفراز الهرمونات الجنسية تبدأ علامات الجهوزية بالظهور على الطيور

ولكن ما يهمله الكثير و بالأخص بالنسبة للإناث هو اكتمال نمو الجهاز التناسلي عندها

فمن الطيور من تظهر عليها بعض علامات الجهوزية (الهرمونية) في سن مبكر

سواء أكانت نتاج ظروف طبيعية أو كانت نتاج تدخل المربي بتقديم المحفزات الجنسية منذ الصغر

فتجد بعض الطيور تظهر في كامل جهوزيتها في سن 5 أشهر أو ما يقارب ذلك

ولكن لو دققا في الأمر فسنجد ان الطائر مازال لم يكتمل نموه الجسمي

و بالتالي مازال الجهاز التناسلي صغيرا و غير قادر على تحمل مهمة الإنتاج و متطلباتها و مشاقها

و بالتالي ستحصل عندنا مشاكل كثيرة عند بدء التزاوج

فتجد الذكر لا يخصب البيض ولو قام بعملية التكبيس بشكل صحيح

او تجده لا ينتج العدد الكافي من الحيوانات المنوية اللازمة لنجاح عملية التخصيب

أو تجد أن الأنثى تنتج بيضا يخالف المعيار الذي تكون عليه بيوض بني جنسها من ناحية الحجم أو النوعية

أو تجد أن الأنثى تنحصر بالبيض في كل مرة نظرا لضيق المخرج أو عدم اكتمال نمو الجهاز المسؤول عن ذلك كليا او بعض أجزائه

و غير ذلك الكثير و الكثير و الكثير من السلبيات و العوائق و المشاكل التي ستظهر خلال موسم التزاوج

و على حسب خبرات الكثير من المربين و الخبراء و الذين جمعت آرائهم و الذين لا يقلون عن 20 مربيا يجمعون كلهم

على أن السن المثالي و المضمون لبدء الإنتاج بالنسبة للإناث أو الذكور لا يجب ان يقل عن 10 أشهر و الأفضل على الإطلاق هو 12 شهرا كاملة

قد يتساءل الكثير منكم لماذا هذا الترتيب وهل له أية فائدة أو مقصد؟؟؟

نعم إخوتي الكرام

فالأصح أن نبدأ بتجهيز الذكور أولا ثم الإناث

وهذا ما دأب كبار المربين و الخبراء على القيام به

فنقوم بفصل الذكور نهائيا عن الإناث ولو استطعنا أن نضع الذكور في غرفة مستقلة عن الإناث بحيث لا تتمكن من سماع تغريدها فسيكون ذلك عز الطلب

وهذا ما سيسهل تنظيم الطيور أكثر و تفادي الوقوع في الكثير من المشاكل

لأن الذكور تأخذ وقتا أطول في التجهز للتزاوج فيمكن لتغريدها أن يؤثر على الإناث مما سيؤدي إلى تحفيز النشاط الجنسي عندها فتجهز قبل الذكور.

عند الوقوع في هذه الحالة سوف تدخلون الذكور على الإناث ولم تصل الذكور إلى الجهوزية التامة لها

و بالتالي الفشل المحتم.

فبعد بداية ظهور علامات الجاهزية على الذكور يمكننا البدء مع الإناث فهي تأخذ وقتا أقل بكثير من الذكور في التجهيز

و الهدف من هذا الترتيب هو تفادي حهوزية الإناث قبل الذكور

و بالتالي تقادي الوقوع في خسارة البطون الأولى و التي ستكون كلها غير مخصبة نظرا لعدم وصول الذكور إلى تمام جاهزيتها للتزاوج

و بالتالي كذلك عدم قدرتها على تخصيب البيض بالشكل المناسب و المطلوب

إن الفصل بين الذكور يعتبر أساسيا و بالأخص في هذه المرحلة

لأن الجمع بينها سينجر عنه شجارات عنيفة و تناحرات قد تؤدي إلى وقوع إصابات كثيرة و كبيرة وقد تصل حتى إلى الموت

لذلك وجب وضعها في أقفاص منفصلة

وهذا ينطبق على من كان يضعها في مطاير كبيرة خلال فترات القلش و الراحة

أما بالنسبة للإناث فيمكن جمعها مع بعضها في مطاير كبيرة أثناء التجهيز

مع مراعاة توفير المساحة الكافية و كذلك العدد الكافي من المجاثم و الماكليات و المشربيات و أواني الاستحمام و غير ذلك من احتياجات الطيور

كما يمكننا الفصل بينها أيضا بوضع كل منها منفردة في قفصها الخاص

وهذه الفيديوهات تشرح كيفية تجهيز الإناث بشكل جماعي و كيفية التصرف مع الأنثى الجاهزة

كثيرا ما نقرأ و نسمع من إخوتنا الكرام أو من أصدقائنا هذا السؤال

"كيف يمكنني تجهيز الطيور بسرعة؟؟"

أو

"كيف يمكنني التسريع في تجهيز الطيور؟؟"

و ينتظر إجابة سحرية تمكنه من تجهيز طيوره بلمح البصر ودون أي مجهود

أولا يجب أن نعلم أن مفتاح النجاح في تربية الطيور هو الصبر وكلنا على علم بهذا

فذلك ينطبق أيضا على هذه المرحلة

فكلما أعطينا طيورنا الوقت اللازم و الجهد الكافي

ووفرنا لها الشروط اللازمة من ضوء و درجة حرارة و نظام غذائي مدروس و غير ذلك فسنصل إلى مبتغانا

وهذه قاعدة ذهبية يجب ان نحفظها جميعا

أن نصل متأخرين ونحن نضمن النجاح

خير من ألا نصل تماما آو نصل محملين بمشاكل لا حصر لها

و في نظري الشخصي

أن تسريع عملية التجهيز لا تؤتي النتائج المرجوة من صاحب الطير كما لو أعطى الطائر الوقت الكافي لفعل ذلك فستكون النتائج على المدى القريب آو البعيد أفضل بكثير

تعتبر هذه النقطة أيضا من الأخطاء الكبيرة التي يقع فيها المربون

فيتسرع المربي في البدء بمراحل التزاوج الأولى مثل محاولة التوليف بين الزوجين أو الجمع بينهما أو غير ذلك

و الطيور مازالت لم تتوفر فيها جميع علامات أو شروط الجهوزية سواء كانت ذكورا آو إناثا على حد سواء

ويكون نتاج ذلك الفشل الأكيد و ضياع البطون الأولى إن لم يتعدى الآمر إلى بطون أخرى و الحاصل دائما

"بيض غير مخصب" و "خيبة أمل متكررة"

فبالتالي لا يجب الحديث عن التزاوج إلا عندما نضمن و نتأكد من ان الطيور أتمت جهوزيتها تماما

يمكننا ان نحدد الانثى الجاهزة استنادا إلى علامات ظاهرية هي

1- الرفرفة : تبدأ الانثى بالرفرفة وكأنها تحاول الطيران ودلك برفع اجنحتها مرارا متكررة وهي ثابثة و واقفة على المجثم ولكن من دون ان تطير حقيقة.

2- المناداة : تبدأ الأنثى بالمنادات بصوت مميز ومعروف "بررر" أو "ترررر".مرارا و تكرارا و بشكل متواصل و بالأخص عند سماع تغريد الذكر أو عند رؤيته

3- درجة التغريد: تبدأ الأنثى بإصدار أصوات متقطعة و كأنها تريد ان تغرد مثل الذكر و في بعض الأحيان القليلة تجد أن من الإناث من تغرد بشكل جيد ومتواصل لدرجة أن نعتقد أنها ذكور.

4- اللعب بمواد التعشيش : تصل الأنثى إلى مرحلة حمل مواد التعشيش والطيران فوق المجاثم و على جدران القفص بحثا عن مكان لتضعها فيه

5- بناء العش : بعد العلامات التي ذكرنا تأتي العلامة الفاصلة وهي قيام الأنثى ببناء العش في أي مكان نتوفر لها ولو على أرضية القفص أو داخل المأكلية فهذا يعتبر آخر العلامات وقرب وضع البيض

ويمكن للأنثى أن تبني العش ثم تخربه ثم تعيد الكرة عدة مرات و تكون آخرها هي الدليل على اكتمال جهوزية الأنثى

6- اتخاذ وضعية التلقيح : تصل الأنثى إلى قمة الجهوزية باتخاذها وضعية التكبيس عند سماع صوت تغريد الذكر و يكون هذا دلالة على وصولها للدرجة القصوى من الجهوزية و قابليتها للتكبيس

بالإضافة للعلامات السابقة هناك علامات تظهر على جسم الأنثى و بالأخص على بطنها بحيث يسقط الريش الذي كان على بطنها و يتغير لونه و تتسع فتحة المخرج تحضيرا لوضع البيض

وهده الصورة تبين ذلك

هذه صورة للبطن بشكل عام

و في الاخير اخوتي و أحبتي الكرام إن أصبت فمن الله عز و جل وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان

وهكذا لكل بداية نهاية ، وخير العمل ما حسن آخره وخير الكلام ما قل ودل وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن أكون موفقا في سردي بطريقة لا ملل فيها ولا تقصير موضحا جميع جوانب الموضوع
وفقني الله وإياكم لما فيه صالحنا جميعا

تقبلوا مني كل عبارات الحب و الاحترام و التقدير