السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
درجة الحرارة والكنار
الكنار كغيره من الطيور من الحيوانات ذات الدم الحار. أي التي لها القدرة على المحافظة على درجة حرارة جسمها فسيولوجيا من خلال التوازن الحراري الذي يعتمد تبادل الطاقة بين جسم الطائر والوسط المحيط .
وجسم الطائر يفقد الحرارة عن طريق عدة قنوات :
1- الإشعاع : فالجسم يشع الحرارة الزائدة منه إلى الوسط المحيط عندما تكون درجة حرارته أعلى من الوسط المحيط . ويزداد الإشعاع كلما قلت درجة الحرارة الخارجية ، ويقل بزيادة حرارة الجو .
2-التلامس : الذي يعني انتقال الحرارة من جسم الطائر إلى الهواء الخارجي . وهذا يعتمد على :
أ- درجة حرارة الهواء : فكلما زادت درجة حرارة الهواء قل الفاقد من حرارة الجسم والعكس صحيح .
ب- سرعة الهواء : فكلما زادت سرعة الهواء زاد الفاقد من حرارة الجسم والعكس صحيح .
2- التبخر: تنتقل الحرارة بواسطة تبخر سوائل الجسم من الرئتين عن طريق التنفس . فعند ارتفاع الحرارة تزداد عملية التنفس (اللهاث) ويفقد جسم الطائر (الكنار) كميات من بخار الماء والحرارة . وعند انخفاض الحرارة تقل عملية التنفس ويقل بذلك فقدان بخار الماء والحرارة
ومما يساعد على انتقال الحرارة بواسطة التبخر سرعة الهواء ودرجة الرطوبة فالطائر الذي يتعرض لتيارات هوائية يفقد الحرارة بشكل أسرع من الطائر الذي يكون في جو ساكن . وأيضا الطائر الذي يعيش في بيئة مرتفعة الرطوبة إما بسبب سوء تهوية الغرفة أو بسبب الارتفاع الطبيعي للرطوبة كما هو الحال في المناطق الساحلية فإن قدرته على فقد الحرارة عن طريق التبخر تقل مما يسبب إجهادا حراريا له .

ويحصل الطائر على حرارة الجسم عن طريق أكسدة وحرق المواد الغذائية خاصة الكربوهيدرات والدهون . وعند عدم مقدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته بصورة ثابتة نتيجة الارتفاع أوالانخفاض الشديد فالنتيجة هلاك الطائر .

العوامل المرتبطة بقدرة الطائر على تنظيم درجة حرارته :
1- نوع الطائر : يعتبر الكنار الذي يعيش منذ مئات السنين في بيوت الهواة خاصة الأوربيين حيث البلاد الباردة ويقومون بتدليلها جعل قدرتها على تنظيم حرارة جسمها مقارنة مع الطيور الأخرى ضعيفة خاصة عند ارتفاع حرارة الجو.
2-عمر الطائر (الكنار) :نجد أن الأفراخ الصغيرة تعيش تحت والديها مستمدة منها الدفء ذلك لأنها عاجزة عن تنظيم درجة حرارة جسمها , وبتقدمها في العمر فإن قدرتها على التنظيم الحراري تتحسن تبعا لتطور الجهاز العصبي . والأفراخ بعد خروجها من العش واعتمادها على نفسها تبقى أقل قدرة من الكنارات البالغة على تحمل الانخفاض في درجات الحرارة .
3-الحالة الصحية للطائر (الكنار):فالطيور المريضة تكون قدرتها على تنظيم حرارة جسمها مضطربة . لذا إحرص عزيزي المربي على وضع الطيور المريضة في مكان دافىء مع تقديم العلاج لها حتى تشفى .

الحرارة المريحة :
هي مدى الحرارة الذي لا يمثل عبئا على الطائر في تنظيم حرارة جسمه, وهي في الكنار من (15-25)م مع مراعاة أن هذا المدى يتأثر بعوامل أخرى كالرطوبة وسرعة الهواء. وعلى المربي أن يحرص على عدم تعريض كناراته لدرجات حرارة تتجاوز هذا المدى وذلك للحصول على الإنتاج والتغريد الأمثل .
فعند ارتفاع الحرارة عن هذا المدى تنشط لدى الكنار عملية التوازن الحراري فيلجأ إلى زيادة مرات التنفس لخفض حرارة جسمه وعند الارتفاع الزائد يكون هذا السلوك ملاحظا . ويعزف الكنار عن تناول الكميات الملائمة من الغذاء ويزداد شربه للماء . وارتفاع الحرارة يسبب خفضا في تغريد الذكور وخصوبتها ورغبتها الجنسية مما يؤدي إلى خفض نسبة البيض المخصب . وتقل نسبة بقاء الأجنة داخل البيض . وتزهد الإناث في حضانة أفراخها وزقها مما يزيد من نسبة الوفيات بين الأفراخ , وحتى أن الفراخ الناتجة تكون ضعيفة البنية وصغيرة الحجم . ويسبب الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة دخول الكنارات في عملية تبديل الريش .وبلا شك أن الحرارة العالية جدا تكون قاتلة .

وعند انخفاض درجات الحرارة عن 15م يزيد استهلاك الكنارات للغذاء خاصة البذور الزيتية الغنية بالطاقة . وزيادة الانخفاض في درجات الحرارة تسبب ضعفا في تغريد الذكور وعدم رغبة الإناث في وضع البيض وضعفا في الفراخ الناتجة وبطأ في نموها . والحرارة المنخفضة تعرض الطيور خاصة الصغيرة منها إلى الأمراض خاصة أمراض الجهاز التنفسي ومما لا شك فيه أن تعرض الكنارات لدرجات حرارة منخفضة خاصة إذا صاحبتها تيارات هوائية باردة كأن يقضي الكنار ليلة باردة على شرفة المنزل أوالشباك دون غطاء فهذا قد يكون سببا في موته .
وأنا شخصيا قد عجبت من مقالات سابقة وضعت في هذا المنتدى العزيز تحدثت عن أن الكنار لا يحتاج إلى تدفئة أبدا وهذا الكلام عار عن الصحة . وإن كان بعض المربين لم يستخدم التدفئة في الفصول الباردة فقد يكون مناخ البلد دافئا شتاء أو أن الكنارات توضع داخل غرفة خاصة لا تتعرض فيها إلى تيارات هوائية شديدة البرودة ويكون هو في نفس الوقت غير مهتم بأمر الإنتاج وإنما بأمر بقاء الكنارات على قيد الحياة . فعند الحديث عن إنتاج ممتاز للكنار نحتاج إلى مدى ضيق من درجات الحرارة (15-25)م وقد يكون أضيق من ذلك (+-22)م , وأنا أحرص على أن لا تقل درجة حرارة غرفة كناراتي شتاء عن (17)م . أما إذا تعلق الأمر ببقاء الكنارات على قيد الحياة فالمدى يتسع وقد ينخفض إلى (0)م بدون تيارات باردة ويرتفع المدى أيضا عن (25)م بتفاوتات مرتبطة برطوبة المنطقة والتيارات الهوائية .لكني لا أظن أن مربي الكنارات يسعون فقط لإبقائها على قيد الحياة دون تغريد وإنتاج .
وقد ذكر بعض الأخوة الأعزاء أن بعض المراجع الأجنبية لم تتحدث عن تدفئة الكنارات شتاء وهذا لا يعني أن التدفئة غير ضرورية بل يعني أن التدفئة أمر بديهي لا يحتاج إلى ذكر.

طرق وقاية الكنار من التأثير السيء لارتفاع الحرارة المحيطة :
1- وضع الكنارات في أماكن جيدة التهوية وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة خاصة عند اشتداد الحر
2- توفير المياه النظيفة والصالحة للشرب الآدمي بشكل دائم
3-استخدام المبردات الصحراوية خاصة في المناطق الحارة الجافة .
4-رش الطيور بالماء من آن لآخر .
5-عدم تقديم البذور الزيتية والأغذية الغنية بالطاقة والإكثار من الخضروات .
6-عدم حث الكنارات على الإنتاج أثناء فصول الصيف الحارة .

طرق وقاية الكنار من التأثير السيء لانخفاض الحرارة المحيطة :
1- استخدام أنظمة التدفئة المختلفة وخاصة الكهربائية .
2-عدم تعريض الطيور لتيارات هوائية مباشرة .
3-تقديم الأغذية الغنية بالطاقة كالبذور الزيتية لمساعدة الطيور على تدفئة أجسامها .
4- زيادة ساعات الإضاءة في فصول الشتاء إلى 13 ساعة يوميا حتى تأخذ الكنارات حاجتها من الغذاء .
5- الحرص على بقاء فرشة الطيور وأعشاشها جافة ونظيفة .
وأخيرا أرجو أن أكون قد أفدت وعذرا على الإطالة .وأنتظر من الأخوة أية استفسارات أو إضافات أوانتقادات وشكرا لكم