بسم الله الرحمن الرحيم


نبدأ أولا بتعريف الهجرة:

الهجرة هي تنقل أو انتقال من مكان إلى آخر وعادة ما يكون هذا الانتقال على مسافات بعيدة. بالنسبة لهجرة لحساسين فهي تخضع لنفس المعايير مع زيادة صفة الموسمية بحيث تنقسم إلى مرحلتين(الهجرة و العودة) وهما تتكرران في نفس الأوقات من كل سنة.


ثانيا موسم الهجرة:

تبدأ هجرة الحساسين من المناطق الشمالية نحو الجنوبية منها مع نهاية شهر شتنبر/أيلول وبداية شهر أكتوبر/تشرين ويكون ذلك بتجمع عدد من المجموعات في أسراب كبيرة نوعا ما ويمكن أن تضم مجموعات من الخضري والتفحي و النعار و البسبوس ... وغيرها من الطيور المهاجرة و التي تنضوي تحت نفس الفصيلة وهي تتنقل على مراحل حتى تصل إلى السواحل الشمالية من البحر الأبيض المتوسط حيث تأخذ قسطا من الراحة والتغذية لتبدأ الرحلة الطويلة للوصول إلى الضفة الجنوبية والعجيب في الأمر تستعين في هذه الرحلة بالظروف المناخية بحيث تستغل الرياح الجنوبية في هذه الفترة من السنة للعبور كما أنها تفضل الأجواء الصافية للعبور خوفا من الأمطار المفاجئة في عرض البحر سبحان الله .

ومع انتصاف فصل الربيع: مع نهاية شهرأبريل/نيسان و بداية شهر ماي/أيار الأول يعني قبيل مرحلة التكاثر تدرك الحساسين تلقائيا ضرورة العودة لمواطنها الأصلية من أجل التزاوج و التوالد فتتكتل في أسراب من جديد و تسلك نفس مسار الهجرة تماما ولكن بشكل معكوس.


ثالثا أسباب الهجرة:

الخطأ الشائع هو أن الحساسين وغيرها من الطيور تهاجر هروبا من جو فصل الشتاء القاسي أي من البرد القارص. رغم أن الحساسين تقدر على العيش في مناطق باردة جدا ( وخير دليل على ذلك هو أكبر تجمع للحساسين في العالم والذي يوجد في أوكرانيا) تفضل الأجواء المعتدلة ولكن هذا ليس السبب في هجرتها.

السبب الحقيقي لهجرة الحساسين هو كالتالي: عندما يشتد فصل الشتاء وتتساقط الثلوج فتكسو الأرض تموت معظم النباتات التي يتغذى عليها الحسون و تغطى البذور و الأشواك بطبقة من الثلج و كذلك معظم الحشرات تلتجئ إلى مخابئها من أجل سبات الشتاء و بذلك تنضب مصادر الغذاء بالنسبة للحساسين و غيرها من الطيور فتكون مضطرة للبحث عن مصادر جديدة للغذاء فتكون المناطق الجنوبية هي الوجهة الأفضل.

ولكن هذه الأمور لا تخلو من الحالات الشاذة بحيث أن كثيرا من الحساسين الأوربية لا تغادر مواطنها بتاتا في حين هناك أخرى تجد المناطق المستقبلة ممتازة فتقرر البقاء والتزاوج فيها ولا تعود لمواطنها الأصلية و لكن أغرب الحالات سجلت السنة الماضية بحيث لاحظ مهتمون أوربيون بأن حساسين صغيرة في الحجم مقارنة بنظيرتها الأوربية قد دخلت في موسم العودة مع الحساسين الأوربية المهاجرة وهذه الحساسين هي البلدية عندنا و لكن ما الذي جعلها تهاجر نحو أوربا الله أعلم.

أرجو أن أكون قد وفقت للإحاطة بجميع الجوانب.

تحياتي...