أذكر لكم هذه القصة متمنيا بنهايتها أن نخرج بالفائدة
يقول صاحبنا وهو أخ من سوري من محافظة حلب الشهباء وهو من هواة تربية كنار الصفارة
وكنار الصفارة بالمناسبة يسمى بسوريا بالكناري الألماني لأن له شروط ونغمات يجب أن يتقيد بها الطائر
ولا يخرج عنها وإذا خرج وأدخل بعض القطع الشاذة حيينها يعاد تسميته لكي يكون كنار إستانبولي
وبين الألماني والاستانبولي يختلف تقيم وسعر الطائر من ألاف الليرات يصل البعض منها إلى خمسون ألف ليرة
إلى مبالغ لا تتعدى الثلاثة ألاف ليرة سوري.

نرجع للقصة , يقول صاحبي كنت أربي مجموعة من الكنارات الألمانية قيمتها بالآلاف وكان لدي مخلف بعمر
أربعة أشهر , كان درسه متفوق فتنبأت له بمستقبل كبير وكنت أمني النفس انتظاراً لكي يفتح الطائر ويبدأ بالتغريد
رسمياً وهو ما تم بالفعل حيث فتح الطائر بأعذب الألحان وكانت نوتاته مطابقة للقيود والشروط الصارمة لتصنيفه
طيراً ألمانياً , يواصل صاحبي كان هذا الطائر مميز جداً بين أقرانه بل تفوق على كافة الأساتذة الذي كان يدرس
تحتهم وهو صغير , كان نفسه طويل يتعدى الدقيقة ومساحة الطبقات كبيرة بين طبقات عالية وطبقات صالونية هاديه
وكان الطائر رهج أي طائر يلعب بالطبقات ويتفنن فيها ويشكل في النغمات مع نعومة حنجرة بالمختصر طائر لا قبله
ولا بعده , كنت أمني النفس أن أزوجه وأسحب من خلفته فقط كنت ما منعني أنني لم أعد أستطيع أن أحرم أذني من سماعه
لقد وصلت إلى ما يشابه حالة الإدمان والحب والهيام لهذا الطائر.

صاحبي هذا معلم كبير وخبير في الكنار يقول حتى ساعة ذاك اليوم كنت أضن أنني وصلت إلى قمة الهرم في المعلمية ولكن بعد ساعة ذاك اليوم اكتشفت أنني ما زلت أتعلم ولم أصل بعد لما ظننت أنني قد وصلته , تلك الساعة التي قلبت قناعاتي كانت حينما كنت أمارس عادتي الصباحية بتفقد الطيور وتغيير أكلها ونظافتها , يقول وضعت الأركيلة وبجانبها على الطاولة فنجال القهوة وأخذت رشفه وجلست مستعداً لسماع طائري المفضل مصدر فخري واعتزازي , يقول قمت وسحبت أحد الذكور العتق (الأساتذة) ووضعته بجانب طائري المفضل لكي أستمتع بصراع الأصوات بالغرفة , باشر الطائر الأستاذ بالتغريد وكان طير حامي فهاج الطائر على طائري المفضل وعندها حدثت المفاجئة وهي أن طائري المفضل أخذ وضع التلقيح وكان تصرفه مثل الأنثى , ذهلت مما رأيت فأنزلت قفصه وأمسكت بالطائر فوجدت بأنها أنثى جاهزة , أرجعته للقفص وغيرت مكانه فباشر الطائر بتغريد يتفوق على الذكور , نعم هذا طائري وليس لدي شك في ذلك , أخذت قفص مجوز ووضعت العش والخياطان ووضعت داخله ما كنت أضنه ذكرً فباشر في جمع الخيطان وبناء العش عندها أدخلت ذكر عليه فأخذت أو أخذ وضع التلقيح وأكملت وضع خمس بيضات وعند الفقس كانت تمارس تغذية الفروخ مثل أي أنثى بل وبكفاءة عالية في نفس الوقت تغرد مثل الذكور يقول صاحبنا أنتجت لدي هذه الأنثى العديد من الفروخ كلها كانت متميزة باللغة لأنها تسمع التغريد والأساسات من أمها.

هذه هي قصة الذكر الذي باض ذكرها صاحبي لي وأذكرها هناك لكم للفائدة واستنتاج عدة فوائد أوجزها كما يلي:

• أنك مهما بلغت من العلم فقد تمر بمواقف تشعر خلالها أنك ما زلت تتعلم فلا تتبطر على الآخرين بخبرتك وتحلى بالتواضع.
• أن هناك من إناث الكنار ما تستطيع التغريد مثلها مثل الذكر خاصة إذا كانت حامية فلا تستغرب ولا تندهش.
• لهواة الصوت , الإناث التي تغرد بتغريد نظامي لا تفرط فيها ولو دفع لك أضعاف ثمنها.

هذه قصة الذكر الذي باض وهذا ما نستنتجه منها ذكرتها لكم وأتمنى أن تشاركوني بأي قصة حدثت لكم أو سمعتموها وبالنهاية هو موضوع للترفيه والفائدة.

هذا وتقبلوا فائق تحياتي ,,,,,,,,,,,,,هاوي صوت (أبو عبدالله)